Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
كتامة على الشبكة  Ktama OnLine
8 septembre 2010

الصورة رقم 15

sora_584_

 

 

الماء

المشهد الأول

وأنتَ جالسٌ بالبيتِ، أحْسَسْتَ بالعَطَشِ، فَقُمْتَ إلى الصُّنبور.. فَتَحْتَهُ.. لكن، لا شَيء. الماءُ غيرُ مَوْجودٍ.. هَرَعْتَ إلى صُنبورٍ آخر.. أيضا؛ الماء غير موجود.. حتى ثَلاجتكَ لا يوجدُ بها قَطْرةُ واحدةٍ.. ذَهَبْتَ إلى الجيران وسَألْتَهُمْ إن كان الماءُ عندَهُمْ.. أخبروكَ أنه مقطوع منذ الصباح بدون إعلان مُسَبَّق مِن الوكالة المُوَزِّعة، وأنَّهم قد أرْسَلُوا ابْناً لهم إلى البقّال ليشتري لهم قارورةَ مياهٍ معدنية..فَلَمْ تَجِدْ بُدًّا مِن الذهابِ أنتَ أيضاً إلى البقال.. هناكَ، فَاجَأَكَ مَشْهَدٌ غريب: اكتظاظ وازدحام وصراخ، اسْتَفْسَرْتَ عمّا يحدثُ، قيل لك أن قوارير المياهِ المعدنية المعبآة نَفَدَتْ، والناسُ لا تَجِدُ ما تَشْرَبُه.. اتَّجَهْتَ صَوْبَ وكالة توزيع الماء الصالح للشرب، في الطريق مَرَرْتَ بأناسٍ يَشْتَكونَ العطش.. وأمام بابِ الوكالةِ حَشْدٌ غَفيرٌ مُتَذَمِّرٌ يَسْتَمِعُ إلى مسؤولٍ من الوكالةِ يشرَحُ لهم المشكلةَ: المياهُ لمْ تَعُدْ موجودة.. لا في الأنهار ولا في السدود ولا في الآبار.. هناك ظاهِرَةٌ غريبةٌ حَلَّتْ بالبلدِ جعلت الماءَ يَخْتَفِي هكذا.. وَبِمَا أنَّكَ تتوفَّر على سيارة، فَقَدْ أَدَرْتَ مُحَرِّكَهَا واتجهْتَ بسرعةٍ إلى تلك القرية الجميلة ذاتِ المنابع والينابيع العذبة في ذلك الجبل الذي كنت تذهب إليه في نزهةٍ من قَبْل.. وَصَلْتَ إلى هناك.. أول يَنْبُوعٍ كنتَ تَشْرَبُ منه أثناء رِحْلَتِكَ الاسْتِجْمَامِيّة قَدْ نَضِبَ، والناسُ حوْلَهُ واجِمُون، عيونهم بلهاء من شدة العطش.. ذَهَبْتَ إلى يَنْبُوعٍ ثانٍ ثم ثالثٍ، ولا قطْرة ماء.. اتجهتَ إلى النهر الذي كنت تسبحُ فيه منذ أسابيع.. هُوَ الآخر قد أصبحَ صحراءَ قاحلة.. الآبارُ أصبحتْ كتَجَاويفَ موحشةِ.. هنا أحسَسْتَ بأنكَ ستموتُ عطشا.. فَكَّرْتَ أن تستلقي وتحاول أن تنام، أو تحفر قبرك بيدك؛ فلم يَعُدْ هناك أملٌ للحياة، خصوصا بعد ان علمتَ  بعد حين أن هناك مشكلة عويصة تمنع حتى من تَحْلِيَةِ مياه البحار، بل إنَّ البحار قد تصبحُ هي نفسها أراضي جَرْدَاءَ، لا ماء فيها ولا كلأ

 

المشهد الثاني

وأنت جالس بالبيت؛ أحسست بالعطش، فقمت إلى الصنبور، فتحتَه.. ولكن ما هذا؟؟.. ما بَالُ الماءِ الخارجِ من الصُّنبور قد تَغَيَّرَ لوْنُهُ.. وحتى طعمه.. بل أصبحَتْ له رائحة لا تُحْتَمَل.. هل هذا إهمالٌ من قِبَلِ الوكالة المُوَزِّعَةِ للماء الشروب، أم أن صنابير بيتكَ هي السبب.. فتحتَ صنبورا ثان ثم ثالثٍ.. ولكن لا فائدة.. اتجهتَ إلى الثلاجة، تناولتَ قارورة ماء.. هي الأخرى بها مياه فاسدة كأنما مرَّ عليها قرْنٌ من الزمان.. أسرعتَ عند الجيران، همْ أيضاً يشتكون من نفس المشكلة.. المدينة كلها تشتكي.. ركبتَ سيارتكَ واتجهْتَ إلى تلك القرية الجبلية الجميلة ذات المنابع والينابيع العذبة.. ولكن، مياهها صارَ من الصعب احتمالُ النظر إليها، ولا احتمال رائحتها: كأنما ألْقِيَتْ فيها جثث نتنة.. أحسست بالعطش الشديد.. استلقيت على الأرض منتظرا مصيرك المحتوم

 

المشهد الثالث

...........

المشهد الرابع

...........

.

.

المشهد المائة

وأنت جالس بالبيت، أحسست بالعطش، قمتَ إلى الصنبور، فتحتَهُ، فإذا بالماء الصافي يخرج من خلاله، شربتَ وارْتَوَيْتَ.. حَمِدتَّ الله، ثم عُدتَّ إلى مكانك.. في اليوم التالي أخذتَ سيارتكَ إلى تلك القرية الجبلية الجميلة ذات المنابع والينابيع العذبة.. في الطريق متَّعْتَ بصرَكَ بحقول من الزرع والخضر .. وأشجار الفواكه وهي ترتوي بالماء، أزهارٌ هنا وهناك، تقول لك: الحياة أمل، الحياة للذكرى والتذكر.. في القرية، شربتَ الماء الزُّلال، واستحممت في النهر، واستمتعت بمنظر الشلالات.. حمدت الله ثم عدت إلى بيتك سعيدا.. فتحت كتاب ربك وقرأتَ

 

وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31) وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ

وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ

أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ

وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ

فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ

 

 محرك البحث هذا يضمن لك الوصول إلى باقي المقالات بسرعة

Custom Search
Publicité
Publicité
Commentaires
Albums Photos
Publicité
Newsletter
Publicité